منعاً للاحتقان والبلبلة

منعاً للاحتقان والبلبلة

** كم نحن بحاجة -- بين وقت وآخر -- إلى مثل هذا التوجيه ..
** إلى مثل هذا النصح ..
** إلى مثل هذه الدعوة للرفق ( بالإنسان )..
** وإلى توضيح مدى السعة في شريعة الله ..
** وإلى التذكير بما يجب عمله .. لحفظ كرامة البشر .. وتفهم أوضاعهم الخاصة .. ومعالجتها بالحكمة والموعظة الحسنة ..

** نعم .. كم نحن بحاجة إلى ان نعرف حقيقة هذا الدين .. وجوهره .. ورخصه .. وتيسيراته .. حتى لانكون ضحايا التشدد .. والتضييق .. والإرهاب .. وإغلاق جميع أبواب الرحمة المفتوحة أمام الإنسان ..
** ونحمد الله سبحانه وتعالى ان وهب هذه البلاد المباركة من العلماء من يهديها إلى الأصوب والأقوم .. والأصح .. فيرشدها إلى طريق الخير .. والهداية .. والنور .. بحب .. وباستيعاب ..
** وفي مقدمة هؤلاء -- حفظهم الله -- سماحة مفتي عام المملكة رئيس هيئة كبار العلماء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ .. الذي مافتئ يبصرنا بعلمه وفضله ورجاحة عقله .. بالكثير من قيم عقيدتنا .. وسماحتها ..

** وما تحدث به في خطبة الجمعة الفائتة بالجامع الكبير بالرياض عن الرحمة بالمستفتين وعدم تحميلهم ما لايطيقون وكذلك مخاطبته القضاة ودعوته لهم إلى الرحمة بالخصمين والعدل بين المدعي والمدعى عليه .. وتأكيده على ان شريعة الله جاءت رحمة للناس أجمعين .. فحققت العدل والمساواة بين الناس دون تشدد وتعسير عليهم .. وما تحدث به سماحته في هذا الشأن .. كم نحن بحاجته .. منعا للاحتقان .. أو البلبلة والتشويش .. وهداية إلى قيم شريعتنا السمحة .. وحسن تعاملها مع الإنسان ورفقها به ..

** ذلك ان بعض مظاهر الاحتكاك .. أو الاختلاف .. أو التعارض في الآراء ولاسيما بين المجتهدين .. قد أوجب مثل هذا التنبيه .. حتى لا تصل الأمور إلى حد لا يحسن الوصول إليه .. في بلد .. أثمن ما يملكه هو عقيدته .. وسلامة تكوينه .. ونصاعة توجهات ابنائه نحو مزيد من الطمأنينة .. في ظل عقيدة سماوية خالدة وعظيمة ..

** فقد ضرب سماحته الكثير من الأمثلة المعاشة للتدليل على سماحة الاسلام والتذكير بها .. ودعا فيما دعا إلى عدم الاطالة في الصلاة .. وحث الرجال على الرفق بالنساء وحسن معاملتهن وعدم تكليفهن فوق طاقتهن .. كما دعا إلى الرفق بالأبوين في ضوء ما نسمعه ونقرأه من ظواهر غريبة على مجتمعنا .. افتقدت فيها الرحمة وانتفى الحرص على بر الوالدين ، ليصل إلى حد القتل لهما .. والحجر عليهما .. والتعدي على كرامتهما وإهانتهما والتخلص منهما في كبر ومرض وعند الحاجة ..

** كما نبهنا -- جزاه الله عنا خير الجزاء -- إلى اهمية الرحمة بالأيتام .. والمعسرين وعدم تكليفهم فوق ما يطيقون وكذلك دعانا إلى الإحسان إلى الخدم وإتقان معاملتهم وإعطائهم أجورهم في الوقت المحدد وعدم الاثقال عليهم في الأعمال .. وهي قضايا موجودة ومعاشة ..
** كما حثنا .. -- رعاه الله -- في خطبته القيمة تلك على طاعة الولاة لما يوفره ذلك من استقرار سياسي وأمني واجتماعي .. وما يحققه من تفرغ الإنسان والدولة لاعمار البلاد وتحسين مستوى الحياة وتحقيق العدالة في الأرض .
.
** ولم يكتف سماحته فقط .. بالتركيز على تلك القضايا الحيوية .. عن علم ودراية .. ومعايشة .. وإحساس بما يدور من حوله .. بل دعا إلى الرحمة حتى بالعصاة ومن يقعون في الزلل والخطأ وتحذيرهم من غضب الله وتعريفهم أن ما وقعوا فيه خطأ وضرورة الستر عليهم وعدم فضحهم ليعودوا إلى الرشد .. ويستفيدوا من باب الرحمة المفتوح لكي يتوبوا ويتفرغوا إلى الله ويقلعوا عن الأخطاء والذنوب ..

** هذه التوجيهات الكريمة .. ما كان يمكن ان يصدرها سماحة المفتي الآن لولا انه علم وأحس وعرف بأن في مجتمعنا الكثير من الظواهر والممارسات الخاطئة ومن الإجراءات والتأويلات والتفسيرات والاجتهادات غير الموفقة .. وكأنه يحذرنا من مغبة المضي فيها .. وضرورة العمل على تلافيها ..

** وكم أتمنى على وسائل الإعلام ان تساهم إلى جانب سماحته في التذكير بخطورة ما يحدث .. والمساهمة في رفع وعي المجتمع وتحصينه حتى لا يقع المحظور لا سمح الله ..
** كما أتمنى على أجهزة الدولة المعنية بالدعوة والإرشاد والتوجيه أن تدرك مغزى إطلاق سماحته جرس الإنذار في هذا الوقت بالذات .. وأن تتصرف بنفس الحكمة .. وتعمل على تلافي الاستمرار في خطأ المعالجة لتلك الظواهر .. والله الهادي إلى سواء السبيل ..

نعم ديننا دين الرحمة والعطف والعدل والمساواة
ديننا ينبذ الاختلاف والعنف
ديننا دين الحب والعطاء والمودة
مشكووووووووووووورة اختي
موضوع كتير مهم

منعاً للاحتقان والبلبلة

منعاً للاحتقان والبلبلة :: تعاليق

منعاً للاحتقان والبلبلة