أسعد الله مساكم ،،
سلام على أهل الأدب ورحمة الله وبركاته
... أسعدكم الله في الدنيا والآخرة .
أحبــُّكم في الله ِ يا أحباب ،
قالَ بعضُ النّاس ِ: مِنَ التوقِّي تركُ الإفراط ِ في التوقّي . وقالَ بعضُهم : إذا لم يكنْ ما تريدُ فأرِدْ ما يكونُ . وقالَ الشاعرُ:
قدَرُ اللَّه ِ واردٌ ... حِين يُقضَى ورودُه
فأرِدْ ما يكونُ إنْ ... لم يكنْ ما تريدُهُ
وقيلَ لأعرابيٍّ في شكاتِه : كيف تـَجدُكَ ؟ قال: أجِدُني أجِدُ مالا أشتهي ، وأشتهي ما لا أجدُ ، وأنا في زمان ٍ مَن جادَ لم يَجـِـدْ ، ومَن وَجَدَ لم يَجُدْ . وقيل لابن ِ المقفّع ِ: ألا تقولُ الشعرَ ؟ قال : الذي يجيئــُني لا أرضاهُ ، والذي أرضاه لا يجيئــُني . وقالَ بعضُ النُّسَّاك ِ: أنَا لما لا أرجُو أرجَى مِنِّي لما أرْجو . وقالَ بعضُهم : أعجبُ مِنَ العجَب ِ تركُ التعجُّب ِ مِنَ العَجَب ِ. قالَ عمرُ بنُ عبد ِ العزيز ِ لعَبد ِ بني مَخزوم ٍ: إني أخافُ اللَّهَ فيما تقلَّدتُ . قالَ : لستُ أخافُ عليكَ أنْ تخافَ ، وإنّما أخافُ عليكَ ألاّ تخافَ . وقالَ الأحنفُ لمعاوية َ: أخافـُـك إنْ صدَقــْتـكَ ، وأخافُ اللَّهَ إنْ كذَبــْتكَ . وقالَ رجلٌ منَ النُّسّاك ِ لصاحبٍ له وهو يَكِيدُ بنفْسِه : أمّا ذنوبي فإني أرجو لها مغفرة َ اللَّه ِ، ولكنِّي أخافُ على بناتي الضَّيعة . فقالَ له صاحبُه: فالذي ترجوه لمغفرةِ ذنوبِك فارجُه لحفظ ِ بناتـــِك .