- الجاهلية :
هي
الحال التي كانت عليها العرب قبل الإسلام ؛ من الجهل بالله ورسله ، وشرائع
الدين ، والمفاخرة بالأنساب ، والكبر والتجبر ، وغير ذلك نِسبةً إلى الجهل
الذي هو عدم العلم ، أو عدم اتباع العلم ، قال شيخُ الإسلام ابن تيمية : (
فإنَّ من لم يعلم الحق فهو جاهل جهلًا بسيطًا ، فإن اعتقد خلافه فهو جاهل
جهلًا مركبًا ، فإن قال خلاف الحق عالمًا بالحق ، أو غير عالم ، فهو جاهل
أيضًا ، فإذا تبيّن ذلك فالناس قبل بعث الرسول - صلى الله عليه وسلم -
كانوا في جاهلية منسوبة إلى الجهل ، فإن ما كانوا عليه من الأقوال
والأعمال إنما أحدثه لهم جاهل ، وإنما يفعله جاهل ، وكذلك كل ما يخالف ما
جاء به المرسلون ، من يهودية ونصرانية ، فهو جاهلية ، وتلك كانت الجاهلية
العامة .
فأما
بعد بعث الرسول - صلى الله عليه وسلم - فقد تكون في مصر دون مصر ، كما هي
في دار الكفار ، وقد تكونُ في شخص دون شخص ، كالرجل قبل أن يسلمَ فإنه في
جاهلية ، وإن كان في دار الإسلام ، فأما في زمان مطلق فلا جاهلية بعد مبعث
محمد - صلى الله عليه وسلم - فإنه لا تزال من أمته طائفة ظاهرين على الحق
إلى قيام الساعة ، والجاهلية المقيدة قد توجد في بعض ديار المسلمين ، وفي
كثير من الأشخاص المسلمين ، كما قال - صلى الله عليه وسلم - : أربع في
أمتي من أمر الجاهلية ... وقال لأبي ذر : إنك امرؤ فيك جاهلية ونحو ذلك )
انتهى .
وملخص ذلك : أن الجاهلية : نسبة إلى الجهل ، وهو عدم العلم ، وأنها تنقسم إلى قسمين :
1 - الجاهلية العامة : وهي ما كان قبل مبعث الرسول محمد - صلى الله عليه وسلم - وقد انتهت ببعثته .
2
- جاهلية خاصة ببعض الدول ، وبعض البلدان ، وبعض الأشخاص ، وهذه لا تزال
باقية ، وبهذا يتضح خطأ من يُعمّمونَ الجاهلية في هذا الزمان فيقولون :
جاهلية هذا القرن أو جاهلية القرن العشرين ، وما شابه ذلك ، والصواب أن
يُقالَ : جاهلية بعض أهل هذا القرن ، أو غالب أهل هذا القرن ؛ وأما
التعميم فلا يصحُّ ولا يجوزُ ؛ لأنه ببعثة النبي - صلى الله عليه وسلم -
زالت الجاهلية العامة .
- الفسق :
الفسق
لغة : الخروج ، والمراد به شرعًا : الخروج عن طاعة الله ، وهو يشمل الخروج
الكلي ؛ فيقالُ للكافر : فاسق ، والخروج الجزئي ؛ فيقال للمؤمن المرتكب
لكبيرة من كبائر الذنوب : فاسق .
فالفسق
فسقان : فسق ينقل عن الملة ، وهو الكفر ، فيسمَّى الكافرُ فاسقًا ، فقد
ذكر الله إبليسَ فقال : فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ ، وكان ذلك الفسق
منه كُفرًا .
وقال
الله تعالى : وَأَمَّا الَّذِينَ فَسَقُوا فَمَأْوَاهُمُ النَّارُ ، يريد
الكفار ، دلَّ على ذلك قوله : كُلَّمَا أَرَادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا
أُعِيدُوا فِيهَا وَقِيلَ لَهُمْ ذُوقُوا عَذَابَ النَّارِ الَّذِي
كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ .
ويُسمَّى
مرتكب الكبيرة من المسلمين : فاسقًا ، ولم يُخرجهُ فسقُهُ من الإسلام ،
قال الله تعالى : وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ
يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً
وَلَا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَدًا وَأُولَئِكَ هُمُ
الْفَاسِقُونَ .
وقال تعالى : فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ .
وقال العلماء في تفسير الفسوق هنا : هو المعاصي