ثَمة شَتاءات..
لا خَريف قَبلها..وَلا رَبيع بَعدها..
كَــأخر فصَول العَشق البَاردة..لا تَبدأ بَأي كَلمة وَتنتهي بَصمتٌ جَليدي..
أجَدُني فَجأة مُسَتَلق عَلى سَريركَ
أحَاول فَهم مَا حَصل..وَكيَف وَصلَتُ بَنفسي الى بَيتُكَ البَارد
وَشُبَاكُكَ المُتَكسَر..وَسَتائركَ المُهَترئة..وَقَلبُكَ القَاسي!!!
أحَاول التَخلص مَن ذَلكَ ألآحَساس الكَريه ..
كَنُقَطة مَاء سَاعة تَثَلُج السَماء..
كَأنَها تَقف على وَرقة العُمر حَائرة
لا تَدري أن كَان يَجبُ عَليها أن تَتَجمد وَتَموت!!
أو تَتَجمدَ ثُمَ تَذوب!!!
أمَ تَترك نَفسها تَسقُطَ وَتهب مَصَيرها للأرض!!!
كُنتُ أنَا تَلكَ النُقَطةَ..وَكُنتِ أنتي سَاعة البَرد وَكان البَيت مَاتَحت الصَفر مَن حَرارة...
قَررَتٌ فَجأة النَهوض وَالخَروجَ للَدفء وَكَأن شَتاء الحَياة أدَفى مَن شَتاءُكَ أنتي!!
وَقَبل أن أغَلق البَاب فَي وَجه بَردُكِ القَارس وَأرَصفة حُبكي الجَليدية
أَراكِ تَهُمِ في مَصَالحَتي كَكُل مَرة مُتَوقَعتاً إرضَائي بَتلك السَهولة المُعتادة
وَبمزَيجَ مَن كَذبكِ وَسَحركِ وَلذة صَوتكِ تَتَكلمي بَثقةٍ
عَود..فَلا وَطنْ لَكْ سواي..
أنَظُر أنَا لَحَقيبَة خَساراتي وَلَوَجَهكَ الكَاذب الجَميل..
أقَرر أن أتَخلصَ مَن مَتاعي ومَعطَفي وأنا أخَرج بِكُل خَساراتي
تَنظري وَتبدين مُنَدهشَتاً..وَكَأنكَى تَريدين القَول..
(مَن أينَ أتَيت بَقوةِ لمَواجَهتي؟)
.
.
فَكر بَما تَشَاء..لَم يَعُد حَقاً يُهَمَني...
.