أمل
أمل فتاة رقيقة من أسرة متوسطة
تحب الحياة وتحب الخير للجميع كانت تعاني قليلا من الوحدة كانت تحب الحياة
والحياة تحبها مفعمة بالحيوية
أسرتها تملك حقول كثيرة وكما هو معلوم أن الفلاحين يضعون ( خيال المآتة ) في الحقل
حتى تخاله الطيور والعصافير شخصا فلا تقترب من المحصول وحتى يخافه اللصوص فلا
يقتربوا من الحقل فرحت أمل بهذا الشكل
الجميل وأخذت تقترب منه وتداعبه وأسمته (حبيب) وذاد تعلقها به فكانت تأخذ صاحباتها إليه
وتمرح عنده وتفرجهن عليه وكل يوم تغير في شكله وهيئته يوما تصنع له يدا خشبية
ويوما تصنع له رجلا ويوما تضع له أذنا ولأول مرة يسمع صوتها فتدب الحرارة في جسده
ويوما آخرا ترسم له عينا ويبصر جمالها فلا يستطيع أن يغمضمها ثانية وترسم على وجه
ابتسامة طفولية عذبه اهتمت به اهتماما جميلا
كانت تقضي الليالي بجانبه تحت ضوء
القمر تحكي له عن آلامها وعن سعادتها
اذا حزنت لا تجد من يخفف حزنها
فتأخذها أرجلها إلى (حبيب )ترتمي بين يديه وتحت أرجله تبكي
وتصرخ
تغضب وتضحك و(حبيب ( خيال المآتة ) يسمع ويسمع لكن كيف يتحرك وان
تحرك من اجلها هل ستشعر بحركته
ومرت الأيام والليالي بهما معا
فرح حبيب فرحا لم يكن يتوقعه حتى انه وجد
نفسه يكلم نفسه : ما هذا هل أنا جماد أم .......... هل أنا حي أم أنا ميت تراني
جمادا أم ماذا ؟
ماذا حدث لي هل أمل بثت في الحياة
أم تراني أتخيل هذا ؟ ظل يحدث نفسه ولا يصدق انه يحدث نفسه
قضى أيام الصيف تحت الشمس المحرقة
يحرث الحقول وقضى الليالي الباردة وتحمل ظلمة الليل كل هذا من اجل أن الغد سيأتي
ويرى ابتسامة
أمل سيسمع
ضحكتها الخجولة ستلمس يدها الناعمة خده
إن أمل غدا ستأتيه صارخة أو باكيه أو
سعيدة تدفئه بأحاسيسها الرقيقة
نعم حبيب ( خيال المآتة ) يشعر بسعادة غامرة لكن الدنيا قد تغيرت له
وكأنها غارت من سعادته بأمل فكشرت له عن أنيابها فلقد خطب أمل جارها محمود , وهذا وإن ضايق حبيب قليلا إلا انه رأى في سعادته في
سعادة أمل فشاركها سعادتها لكنه لم يتوقع أن
يحث ما حدث ...................................
في يوم الجمعة دب الخلاف بين أمل
وخطيبها محمود وذاد الخلاف حتى كاد أن يصل إلى فسخ الخطبة
وجاءت ميرفت صديقة أمل من اجل أن تصلح العلاقة بين أمل
وخطيبها وبدأ يتحدثان وذهبا إلي الحقل وجلسا بجانب حبيب ( خيال المآتة ) مرة يصرخان ومرة يتجادلان ومرة
يضحكان وكانت ميرفت تود أن تقنع أمل بضرورة التصالح
مع خطيبها فقالت لها يا أمل يا أختي بالنسبة لمحمود أنت أحببته وارتبطي به وتعلقتي
به كما تعلقتى واحببتى حبيب هذا ( خيال المآتة ) ولا بد أن تتنازلي قليلا حتى تسير المراكب فردت أمل لا يا مرفت
حبيب هذا مجرد
خيال وهم أما
خطيبي حقيقة وهنا ارتجف حبيب وكسرت كل ضلوعه وشعر بألم صامت لم يستطع أن يظهره وانتهى الحديث بين ميرفت وأمل وفي اليوم التالي إذ بالفلاحين
يصرخون وينادون على أمل وأبيها
جرى الوالد وجرت أمل وكانت المفاجأة فحبيب ملقى على الأرض
مفكك الضلوع ينزف دما غزيرا كاتبا على الأرض بدمه أنا لم أكن خيالا ولا وهما ياأمل لقد أحسستك لكنك ذبحتيني بكلماتك أمس .
أتمنى ان تنال إعجابكم