بالأمس راودني طيفك أمّي
حاولت جاهدا معانقته
لكنّه ابتعد و تلاشى في الظلام
فهل أنت حزينة عليّ أمي
ثم أجهشت بالبكاء
اغرورقت عيناي دموعا
كبلتني الكوابيس
حاصرتني الهموم من كل جهة
شعرت بأن شخصا يخنقني
تقلبت محاولا تخليص نفسي و صرخت في الفراغ
و أفقت مفزوعا
تصبّب جبيني عرقا
طيفك أمي رسالة تلاحقني كلّ مساء
فأنا لم أزرك منذ زمن
لكني في غفوتي أحسّ بشوق إلى يديك الناعمتين
تلامس شعري فتنسيني همومي
و أرى ابتسامتك المليئة بالمحبة
تغمرني كلما نظرت إلى صفحة وجهك
هل تغفرين لي أمي بعادي عنك
و هل تتناسين طيش طفولتي و شبابي
و تصمتين عن طول غيابي في كهولتي
لا تعاتبيني أمي في خلوتك
فأنا عهدتك لخطاياي تصفحين
ألست ابنك الذي طالما كنت به تحلمين
فها هو قد غدا اليوم الصورة التي لا تتوقعين
فتجاوزي و اصفحي و اغفري لي
هذا الجنون.............